حكاية ”عزيزة” عزبة الهجانة
الأكثر مشاهدة
عزيزة تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد المسلسلات مع طفلها ذو الثمانية سنوات تشاهد أحد المسلسلات ،
- " ماما هي ليه الست دي بتشتغل خدامة "
-"ما اسمهاش خدامة يا خالد هي بتساعد صاحبة البيت و بتاخد مرتب على ده "
-"لأ يا ماما هي إسمها خدامة "
الصغيرة عزيزة تعمل كعاملة منزل منذ الخامسة عشر من عمرها ، تزوجت إكمالا لمسيرة حياتها المتعارف عليها ، و أنجبت طفلين بنت وولد ، الزواج لم يكن الخلاص بل حملها أعباءًا جديدة على أعباءها فزوجها الذي يعمل في محل أدوات كهربائية يرفض أن يعمل في مهنة أخرى و عزيزة تطمع في الحياة أن يتعلم أولادها و تصبح إبنتها دكتورة و يصبح إبنها مهندس ، لما لا إذا كان المال هو ما يحتاجه أولادي ليصبحوا أفضل حالاً مني ،و إذا كان والدهم لن يستطيع توفير إحتياجاتهم لكسله إذا سأعود للعمل في المنازل هي مهنة شريفة
لكن شيء واحد في تلك المهنة يؤلم عزيزة ، أنها لا تستطيع أن تخبر أولادها أنها تعمل كحد تعبير خالد إبنها " خدامة " ، "أنا بحب شغلي الشغل مش عيب بس الناس هتعاير ولادي إن أمهم خدامة وأنا مش هينفع أكسر نفس لادي " ، المجتمع يضع الجميع تحت أضراسه و تطحنهم الظروف ، فيتخبطو تارة بين الفقر و تارة بين وصمات المجتمع الطبقية
تقول منى أنا أخبر أولادي أني اعمل في مصنع و بعض الأحيان أخبرهم أني أعمل في حضانة ، العزيزة عزيزة تأبى أن يذل أولادها لأي سبب كان أو أن ينتقصهم أحد ، تركها زوجها و رحل لأنه لا يقبل أن تعمل عزيزة و لكنه في المقابل قد يقبل أن لا يحظى أولاده على حقهم الكافي في التعليم لأنه لا يريد أن يبذل مجهود أكبر من أجل تعليم الأولاد وحدها عزيزة دونه يهمها أن ترى ما لم تستطع تحقيقه في أولادها
هي تود أن تكون إبنتها دكتورة و ستكون لأن عزيزة تعهدت لنفسها أن توفر لهم كافة الإحتياجات المادية و المعنوية ، رجل الأب لكنها موجودة و ستظل تتكفل بالمعيشة كاملة أكل و شرب وتعليم و إيجار
حتى النهاية ستتحمل عزيزة مشاق مهنة عاملة المنزل و متاعبها من أجل طفليها فقط ، فالمهنة بالنسبة لعزيزة شريفة و تحبها و تحب العمل بها لكنها أحدًا لا يستطيع أنها من اكثر المهن تعرضًا للذل و الإهانة المعنوية تروي منى أنها عملت لدى العديد من السيدات المعظم يتعامل من ذات المنطلق الدوني لعاملة المنزل " الخدامة " ،"واحدة كانت بتقولي تاكلي في طبق مخصوص ليكي و معلقة و شكة مخصوص ليكي عشان الأمراض فمشيت و سيبتها " ، الأمراض البدنية ليست أسوأ من الأمراض النفسية التي تشعرنا أنَّا في منطقة أعلى من العالم ، "كلنا ولاد تسعة الخدامة بتنفع صاحبة البيت زي ما بتنفعني ،أنا بقدملها خدمة و باخد منها تمنها "
و ما تعانيه أيضًا عزيزة في معنتها تلك أن تختلف مع من تعمل معها على مواعيد محددة للعمل ، الاتفاق على المواعيد لا ينفي كونها لا تود صاحبة المنزل أن أرحل في ذلك الوقت و ترغب غالبًا أن أبقى فترة أطول في خدمتها ، " أنا لازم أخلص شغلي بدري و أروح أغدي عيالي و يقعدوا يزاكروا و ياخدو دش و يناموا عشان مدارسهم ما ينفعش أسيبهم وقت طويل "
ما تفعله عزيزة التي يرى المجتمع أنها "خدامة " قد لا تستطيع أن تفعله من يراها المجتمع "ست البيت " ،
من الظلم أن نحتقر خدمات عاملات المنازل فدون "معاونة المنزل" التي تسد فجوة كبيرة لن تستطيع العديد من ربات المنازل الحفاظ على نظافة منازلهن بشكل مستمر
الكاتب
نورهان سمير
الخميس ٢٨ أبريل ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا